قد تلاحظ الأم فجأة ظهور طفح جلدي مثير للحكة عند طفلها، وربما ينتقل إلى أحد إخوته، وهنا تبدأ الحيرة: هل هو أكزيما؟ أو هو حساسية؟ لكن ما قد يغيب عن بال الكثيرات أن السبب في بعض الحالات هو مرض الجرب، وهو مرض جلدي معدٍ وشائع يحتاج إلى معرفة دقيقة بكيفية التعامل معه

في هذا الدليل، ستتعرفين على أعراض الجرب، أسبابه، طرق العلاج والوقاية، بالإضافة إلى أهم الإرشادات التي تساعدكِ على حماية أسرتكِ من هذا الكابوس.

ads

ما هو مرض الجرب؟

يُعد الجرب مرضاً جلدياً معدياً تسببه حشرة صغيرة جداً تُسمى عث الجرب، والتي تقوم بحفر جحور دقيقة داخل الجلد لتضع بيضها مما يؤدي إلى حكة شديدة تزداد خصوصاً في الليل.

ينتقل الجرب بسهولة عبر التلامس المباشر مع الجلد أو مشاركة الملابس والمناشف وأغطية الأسرة، ولهذا غالباً يُصاب به أفراد الأسرة الواحدة معاً

أين يستقر عث الجرب على جسم الإنسان؟

تختلف أماكن الإصابة به حسب العمر، فالأطفال والرضع أكثر عرضة لانتشار الطفح في فروة الرأس والوجه، ولكن عموماً يُفضل عث الجرب الأماكن الدافئة والرطبة من الجلد، وغالباً ما يتواجد في:

• بين أصابع اليدين والقدمين.
• منطقة الرسغين والكوعين.
• تحت الإبطين وحول السرة.
• الأعضاء التناسلية.
• باطن القدمين عند الرضع.
• فروة الرأس والوجه عند الأطفال الصغار.

الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالجرب

يمكن للجرب أن يصيب أي شخص، لكن بعض الفئات أكثر عرضة من غيرها، مثل:

• الأطفال في المدارس والحضانات بسبب التواصل المباشر.
• كبار السن في دور الرعاية.
• العاملون في المجال الصحي أو مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
• الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مزدحمة أو جماعية (مثل السجون والمعسكرات).
• أصحاب المناعة الضعيفة.

أعراض الجرب الشائعة

تظهر أعراض الجرب عادة بعد 4–6 أسابيع من الإصابة الأولى، وتشمل:

• حكة شديدة خاصة في الليل.
• طفح جلدي أحمر ينتشر تدريجياً في الجسم.
• خطوط رمادية رفيعة على الجلد (مسارات حشرة العث).
• بثور صغيرة أو قشور قد تلتهب عند الحك المتكرر.
• عند الأطفال، قد تؤدي الحكة المستمرة إلى قلة النوم والشعور بالإرهاق.

ads

ما هي أنواع الجرب؟

رغم أن الشكل الطبيعي هو الأكثر شيوعاً إلا أن هناك أنواعاً أخرى للجرب، مثل:

• جرب فروة الرأس: يظهر على شكل قشور مشابهة لقشرة الرأس.
• الجرب العقدي: يتسبب في ظهور عقيدات حمراء قد تبقى حتى بعد العلاج.
• الجرب المتقشر (القشري): يصيب أصحاب المناعة الضعيفة، ويغطي مساحات كبيرة من الجلد بقشور سميكة.
• الجرب الفقاعي: يتشابه مع أمراض جلدية أخرى ويظهر كبثور مليئة بالسوائل.

تشخيص الإصابة بالجرب

إذا شككتِ بوجود أعراض الجرب لديكِ أو عند أطفالكِ، فالخطوة الأولى هي مراجعة الطبيب، وغالباً يستطيع الطبيب تشخيص الجرب بالنظر وقد يأخذ عينة من الجلد لفحصها تحت المجهر للتأكد من وجود العث أو بيضه.

متى تحتاجين مراجعة الطبيب فوراً

راجعي الطبيب بسرعة إذا لاحظتِ:

• حكة لا تهدأ تمنع النوم.
• ظهور قروح مع صديد أو قيح.
• فشل العلاج المنزلي بعد أسبوعين.
• أعراض مقلقة عند الأطفال مثل فقدان الشهية أو الخمول المستمر.

كيف يعالج الجرب

رغم أنه مرض مزعج، إلا أن علاج الجرب فعال وسهل نسبياً عند الالتزام بتعليمات الطبيب، ومن أشهر طرق العلاج:

• كريم البيريميثرين 5%: يُطبّق على كامل الجسم ويُترك من الليل حتى الصباح.
• كريم الكبريت: خيار آمن للحامل والأطفال الصغار.
• حبوب الايفرمكتين: توصف للحالات الشديدة أو الجرب المتقشر.
• مضادات الهيستامين: لتخفيف الحكة والمساعدة على النوم.

حتى بعد بدء العلاج قد تستمر الحكة لأسابيع قليلة، وهذا أمر طبيعي.

هل يمكن أن يختفي الجرب دون علاج؟

لا، الجرب لن يختفي وحده، ويؤدي جاهل العلاج إلى مضاعفات مثل العدوى البكتيرية (القوباء) أو التقرحات الجلدية، كما يزيد من احتمالية نقل العدوى للآخرين.

الوقاية من الجرب – 10 إرشادات أساسية

لمنع انتقال العدوى داخل العائلة أو للآخرين، اتبعي هذه الإرشادات:

1. غسل الملابس والفراش والمناشف بماء ساخن: لأن الحرارة العالية تقتل العث وبيضه، لذلك يُنصح بغسل كل ما استُخدم خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
2. تجفيف الملابس والفراش بحرارة مرتفعة: يساعدك استخدام المجفف الكهربائي على أعلى درجة في القضاء على أي بقايا للحشرة.
3. عزل الملابس غير القابلة للغسيل: ضعيها في كيس بلاستيكي محكم لمدة أسبوع حيث يموت العث لغياب الغذاء.
4. تنظيف المنزل بالمكنسة الكهربائية: مرريها على الأرضيات والأثاث والسجاد لإزالة أي قشور جلدية قد تحتوي على العث.
5. تجنب التلامس المباشر مع المصاب: التلامس هو الطريق الأساسي للعدوى، لذا يُفضَّل تقليله حتى انتهاء العلاج.
6. علاج جميع أفراد العائلة معاً: حتى من لا تظهر عليهم الأعراض، فالعلاج الجماعي يمنع عودة العدوى.
7. الاهتمام بالنظافة اليومية للجسم: يقلل الاستحمام المنتظم وتغيير الملابس من فرص بقاء الطفيلي على الجلد.
8. تنظيف أدوات الاستخدام الشخصي: مثل الأمشاط، المناشف، وألعاب الأطفال لضمان عدم انتقال العدوى عبرها.
9. تهوية الغرف جيداً يومياً: يقلل الهواء النقي وأشعة الشمس من فرص بقاء العث في البيئة المحيطة.
10. مراجعة الطبيب عند استمرارالأعراض إذا لم تختفِ الحكة أو الطفح بعد العلاج  فقد تحتاجين إلى تكرار العلاج أو تغيير الخطة.

ads

الفرق بين الجرب والأكزيما

قد يختلط الأمر على كثير من الأمهات بين الجرب والأكزيما، لكن الفارق الجوهري أن:

• الجرب معدٍ ويسببه عثّ يعيش تحت الجلد.
• الأكزيما غير معدية وتظهر كبثور موسمية غالباً مرتبطة بالمناعة.

أخيراً عزيزتي أود إحبارك أن الجرب ليس مرضاً خطيراً لكنه مزعج ومعدٍ للغاية، لذا فإن التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج والوقاية هي مفاتيح القضاء عليه.. وتذكري دائماُ أن الحكة الليلية والطفح المنتشر قد تكون إنذاراً، فلا تترددي في استشارة الطبيب.

المصادر: 

Health line website

American Academy of dermology association

Clevelan clinic

Cdc website

Who