” لماذا لا أبدو مثلها؟ ” السؤال الذي دفع الكثيرات لتفضيل عمليات الشفط على الرياضة.
جميعنا نسعى للوصول للجسم المثالي والقوام الممشوق، لكن البعض يرى أن الجسم المثالي هو خصر نحيل ووزن قليل مثل عارضات الأزياء الكوريات و البعض الأخر يرى أن الجسم المثالي هو الكيرفي ذو البطن الممسوح والمؤخرة المدورة فإلى أي قسم أنتِ تنتمين؟
إن سعيك لتحصلي على جسم مثالي جميل بنظرك أنتِ قبل أي شخص آخر هو أمر إيجابي وجيد لكن الأهم من ذلك هو أن تسلكي الطريق الصحي السليم دون أن تعرضي جسمك لأدنى خطر، ومؤخراً باتت العديد من الإناث تسعى للوصول للوزن المثالي بأي طريقة، لذلك انتشرت بشكل واسع عمليات الشفط وتحديد الجسم التي تعطي أسرع نتيجة.
فما هو السبب الأساسي وراء تأثر مجتمع الإناث تحديداً بهذه الأمور دون الأخذ بعين الاعتبار ما قد يترتب على هكذا عمليات من مخاطر؟
ببساطة يا عزيزتي، إن السبب وراء هذا كله هو مواقع التواصل الاجتماعي، فحتماً أنكِ يومياً تصادفين منشورات وصور لعارضات أزياء وفتيات بأجسام مثالية جذابة تجعلك أنتِ أيضاً تتمنين لو أن لديكِ نفس القوام.
تم إجراء تجربة (1) عبر الإنترنت للتحقق من تأثير التلاعب بالصور على Instagram على تفكير الفتيات الشابات. تضمنت التجربة 144 فتاة بمرحلة التعليم الثانوي وعلى صور Instagram أصلية مقابل صور تم التلاعب بها.
تعرض المشاركون بشكل عشوائي إما إلى 10 صور أصلية على Instagram (العدد = 72) أو 10 صور تم التلاعب بها (العدد = 72).
بعد ذلك ، أجابوا على عدد من الأسئلة من خلال استطلاع عبر الإنترنت.
أظهرت نتائج الاختبار أن الفتيات في حالة الصور التي تم التلاعب بها صُنفن على أنهن أكثر جمالًا من الصور الحقيقية، وأن الفتيات المشاركات أغلبهن غير راضِ عن شكل جسمه.
هنا تكمن أهمية توعية المراهقات تحديداً لأثار مواقع التواصل الاجتماعي وخِدعها.
فتذكري:
هناك وضعيات تصوير معينة لتُظهر الفتاة جسمها بشكل مثالي مهما كانت حقيقته عادية، هناك أيضاً برامج تعديل الصور” الفوتوشوب” التي بإمكانها تكبير المؤخرة في الصورة وتصغير أي منطقة أخرى.
والفيديو الذي قد تصادفيه لفتاة ذات خصر نحيل جداً و أفخاذ رفيعة لكن بنفس الوقت مؤخرتها كبيرة غير واقعي أبداً.
ولنفرض أنك غداً ستخضعين لعملية شفط دهون، فما هو أكثر شيء ستفكرين به قبل يوم من العملية؟
حتماً، لن تفكري فقط بالشكل الذي ستظهرين عليه، ولا فقط بالألم الذي ستعانين منه بل أثبتت الدراسات أن التوتر والخوف يسيطران بشكل مريع على أغلب الأشخاص في اليوم الذي يسبق الخضوع لأي عملية مهما كانت بسيطة وإن لم يُظهروا ذلك، فلا يمكن إجراء أي عملية جراحية دون توقع حدوث مضاعفات مهما كانت بسيطة ولا يمكنك هنا استثناء عمليات شفط الدهون!
فما هي هذه العملية كما يشرحها الأطباء لمرضاهم؟
عملية شفط الدهون هي إجراء جراحي يستخدم تقنية الشفط لإزالة الدهون من مناطق معينة من الجسم، مثل البطن أو الوركين أو الفخذين أو الأرداف أو الذراعين أو الرقبة. تعمل أيضًا على تشكيل (تحديد) هذه المناطق فمن أسمائها الأخرى “نحت الجسم”.
ومن مخاطرها:
- الحدود الغير منتظمة: قد يبدو جلدك متعرجًا أو متموجًا أو ذابلًا بسبب إزالة الدهون بشكل غير متكافئ بين مناطق جسمك.
- تجمع السوائل: يمكن أن تتكون لديك جيوب مؤقتة من السوائل (التورم المصلي) تحت الجلد يتم تخليصك منه بطريقة التصريف بإبرة.
- الشعور بالخدر المؤقت أو التنميل.
- العدوى بأمراض الجلد والبشرة.
وغيرها..

لكن الأهم من هذا كله لتفكري به قبل اتخاذك لقرار الخضوع لعملية جراحية هو أن تكوني مدركة لفكرة أن:
عند حصولك على الجسم المثالي بعد العملية سيُلزمك الطبيب بنظام غذائي صحي ونظام رياضي مدى الحياة و في حال عدم التزامك فإن جسمك سيعود أسوأ من السابق لأن العملية ستسبب خلل في توزع دهون الجسم، كيف؟ سنشرح بمثال:
عند إجراء عملية شفط لمنطقة الأرداف التي هي أخطر العمليات، سيتم تخليصك من الخلايا الدهنية في هذه المنطقة وبالتالي لن يكون جسمك أي دهون فيها مستقبلاً، وعند عدم التزامك بنظام حياة صحي وتمارين رياضية ستتكدس الدهون في باقي جسمك وتحديداً الخصر، وسيبدو بمظهر سيء جداً وغير متناسق، هل بإمكانك الأن تخيل الموضوع؟
الطريق السليم الصحي لتحصلي على قوام رشيق متناسق هو طبعاً “الرياضة” فالقليل من التعب لكن مع نتيجة أمنة مضمونة هو حتماً الحل الأفضل.
وسنذكرك بأهم وأبسط النصائح لحياة صحية أفضل:
- لا تفوتي وجبة الإفطار.
- تناولي وجباتك بانتظام.
- زيدي كمية الخضار والفواكه ضمن نظامك الغذائي.
- اكثري من شرب الماء والسوائل الصحية.
- انتبهي للملصقات على أكياس و علب الطعام ومواصفاتها.
- استخدمي طبق أصغر لتضعي فيه وجبتك.
- لا تضعفي أمام الكربوهيدرات والأطعمة الغير صحية.
- مارسي التمارين الرياضية بانتظام.
وإن كنتِ يا عزيزتي تنوين الخضوع لعملية شفط دهون لأنها الأسرع، فننصحك أن تفكري بقرارك مرة ثانية.
كتابة: مي مجر
المصادر:
1- tandfonline