هل تركضين إلى المطبخ عندما تشعرين بالإحباط أو بالضيق؟ وتجدين أن الطعام يصلح أي مشاعر سلبية لديكِ ويشعرك بالسعادة؟ وأن الشعور الجميل الذي يمنحك إياه الأكل يستحق أن يزداد وزنك بضعة كيلوغرامات؟ أنت لست وحدك يا عزيزتي. من الشائع جداً أن يلجأ الناس إلى الطعام من أجل الراحة وكوسيلة للتعامل مع المشاعر السلبية والصعبة.
عندما تأكلين استجابة لعواطفكِ، فهذا يسمى الأكل العاطفي والجميع يفعل ذلك في بعض الأحيان.
على الرغم من أن أن الطعام يبدو وكأنه وسيلة للتأقلم في لحظات الحزن، إلا أنه لا يعالج المشكلة الحقيقية. إذا كنتِ تشعرين بالتوتر أو القلق أو الملل أو الوحدة أو الحزن أو التعب ، فتأكدي أن الطعام لن يعالج تلك المشاعر.
لكن بالنسبة لبعض الناس، فإن اللجوء إلى الطعام للتغلب على المشاكل يخلق شعور بالذنب ومشاعر أكثر صعوبة.
وقد تتساءلين الأن: لماذا أرغب في تناول الطعام عندما أكون متوترة؟ كيف يمكنني التوقف عن الأكل العاطفي؟ ما الذي يمكنني فعله لتقليل التوتر بدلاً من تناول الطعام؟
تابعي معنا لتجدي الإجابات.
ما هي الحالات التي تجعلك تأكلين بسبب عواطفكِ؟
تنقسم الأسباب لداخلية وخارجية:
و تشمل الأسباب الخارجية الشائعة ما يلي:
- ضغوط العمل
- مشاكل مالية
- مشاكل صحية
- مشاكل اجتماعية
الأشخاص الذين يتبعون أنظمة غذائية قاسية أو سبق واتبعوا هكذا نظام هم أكثر عرضة لتناول الطعام عاطفياً.
تشمل الأسباب الداخلية المحتملة الأخرى:
نقص الوعي في إدراك ما تشعرين به.
ألكسيثيميا (عدم القدرة على فهم أو معالجة أو وصف العواطف).
عدم القدرة على إدارة العواطف.
مشاكل الغدة الدرقية.
هل الأكل العاطفي هو من اضطرابات الأكل؟
الأكل العاطفي في حد ذاته ليس اضطراباً في الأكل. يمكن أن يكون عرَض مرافق لأحدها
حيث أن أعراض اضطراب الأكل تشمل ما يلي:
أن تكوني صارمة للغاية في اختياراتك من الأكل.
دوام وصفك للأطعمة بأنها “جيدة” أو “سيئة”.
اتباعك لنظام غذائي قاسي.
غالباً ما تأكلين استجابة لعواطفكِ بدلاً من الجوع الحقيقي.
أوقات وجباتك غير منتظمة.
شعوركِ بالذنب أو الخجل بعد تناولك الأطعمة التي تًعتبر “غير صحية”.
وغيرها..
إذا كنتِ تعتقدين أنك لديكِ أعراض تدل على أنكِ مصابة، فتحدثي إلى أخصائي نفسي أو أخصائي تغذية يدلك على العلاج.
وفيزيولوجياً، لماذا أريد أن آكل عندما أكون متوترة؟
عندما نأكل لتلبية حاجة عاطفية، فإن الراحة التي قد نشعر بها غالباً ما تكون مؤقتة.
من وجهة نظر فيزيولوجية، يتسبب الإجهاد العاطفي في إفراز الغدد الكظرية لهرمون الكورتيزول. عندما يحدث هذا، قد تلاحظين زيادة في شهيتك ورغبة شديدة في تناول الأطعمة السكرية أو المالحة أو الدسمة.
يمكن أن يحدث ذلك بسبب بيئتك – على سبيل المثال ، الخسائر الجسدية والعقلية والعاطفية للمعيشة أثناء جائحة الكورونا COVID-19.
وفقًا لجمعية علم النفس الأمريكية (APA) ، يشعر ما يقرب من 8 من كل 10 أمريكيين أن جائحة فيروس كورونا كانت مصدر رئيسي للتوتر. وأفاد 7 من كل 10 أمريكيين بارتفاع مستويات التوتر لديهم بشكل عام منذ بدء الوباء.
وقبل أن تتجهي نحو البراد لتأكلي، يجب أن تسألي نفسك : “هل ما أشعر به هو جوع حقيقي أم جوع بسبب ما لدي من المشاعر السلبية؟”
وللإجابة عن هذا السؤال يجب أن تعرفي الفرق بين الجوع الحقيقي والجوع العاطفي:
والجوع الحقيقي:
- يتطور ببطء مع مرور الوقت.
- أثناء الأكل تشعرين بالشبع وتعتبرينه إشارة للتوقف عن الأكل.
- مرتبط بآخر مرة أكلت فيها.
أما الجوع العاطفي:
- تشعرين به فجأة.
- لا تلاحظين شعورك بالشبع ، أو عدم الرغبة في تناول المزيد.
- ناجم عن حاجتك إلى الراحة أو التهدئة.

والآن بعد أن عرفتِ ما يكفي من المعلومات إليك بضعة نصائح لتساعدك في حال تعانين من هذه المشكلة:
1- حددي مواعيد وجباتكِ:
غالبًا ما يتضمن العلاج السلوكي المعرفي لحالات لأكل العاطفي استراتيجيات سلوكية، مثل تناولك وجبات منتظمة في وقت المحدد.
بعض الأبحاث تطلق على هذه المشكلة الفجوة العاطفية الباردة والساخنة، حالة البرد تعني أنك لست جائعة وبالتالي محايدة أو “باردة” تجاه الطعام. بينما في الحالة الساخنة، فإنكِ تبالغين في الإحساس بالجوع مما يؤدي إلى (الأكل العاطفي).
في إحدى الدراسات ، تم ربط تخطيط الوجبات بتنوع العناصر الغذائية في كل وجبة وجودة النظام الغذائي والحد من السُمنة.
2- تعرفي على مُسببات التوتر لديكِ:
هل أنت على دراية بمحفزات الأكل العاطفي لديكِ؟ إن معرفة العوامل المسببة للتوترلديكِ هي الخطوة الأولى نحو علاجها.
افهمي المشكلة تماماً، وحلليها وتقبلي مشاعركِ كما هي وحاولي تهدئة نفسك بأي نشاط تحبينه أو اطلبي المساعدة.
3- إزالة الطعام الغير صحي من المطبخ:
بعد تحديدكِ للعوامل المسببة للتوتر، فإن الخطوة التالية هي التخلص من الأطعمة السريعة، خاصةً إذا كانت تحتوي على نسبة عالية من السكر أو غنية بالدهون.
يجب أن تتخلصي من الأطعمة والوجبات الخفيفة التي تتناولينها عندما تتوترين من كل من مطبخك أو مكتبك في العمل أو سيارتك.
استبدليها بما تحبينه من الأطعمة الصحية.
4- فرغي غضبك وحزنكِ بالأنشطة الأخرى:
عندما تكونين متوترة ويكون الطعام في مكان قريب منكِ، فبدل من تناوله أنت بحاجة إلى إيجاد طرق أخرى للتخلص من هذه الحالة.
إليكِ بعض الأفكار التي يمكنك تجربتها:
- قومي بالمشي لمدة 10 إلى 15 دقيقة.
- مارسي 3 إلى 5 دقائق من التنفس البطني (المعروف أيضًا باسم التنفس من البطن).
- اشربي كوباً من الماء أضيفي الفاكهة المفضلة لديكِ لتحصلي على القليل من النكهة.
- اتصلي بصديق أو أحد أفراد الأسرة.
- اقرأي فصلاً أو فصلين من كتاب أو حلي لغز الكلمات المتقاطعة.
- اجعلي يديكِ مشغولة بهواية مثل الحياكة أو الرسم أو حتى الضغط على كرة التوتر.
- مارسي اليوغا أو التأمل.
5- أضيفي لطبقكِ المزيد من البروتين:
- قد يجعلكِ تناول البروتين تشعرين بالشبع لفترة أطول.
- وتشمل مصادر البروتين:
- اللحوم والدواجن والأسماك والمأكولات البحرية
- البيض
- منتجات الألبان
- الصويا والتوفو
- الفول والعدس والبقوليات
- المكسرات والبذور والحبوب
اليك بعض الوصفات الغنية بالبروتين الوصفات – Sara Pop Fit
6- اطلبي الدعم والمساعدة:
حاولي مقاومة العزلة في لحظات الحزن أو القلق فهي مشاعر صعب أن تواجهيها بمفردك. مكالمة هاتفية سريعة مع صديق أو أحد أفراد الأسرة يمكن أن تغيرتماماً حالتك المزاجية. هناك أيضاً مجموعات دعم رسمية ومتخصصة يمكنها مساعدتك.
وجدت دراسة تجريبية أن الدعم الاجتماعي ساعد المشاركين على الاستجابة بشكل أفضل من خلال تغيير سلوكهم المرتبط بتناول الطعام.
ضعي في اعتباركِ الحصول على مساعدة إضافية من المتخصصين.
ابحث عن اختصاصي تغذية لديه خبرة في دعم الأشخاص الذين يعانون من الأكل العاطفي.
ويمكن أن يساعدك اختصاصي الصحة النفسية في إيجاد طرق أخرى للتعامل مع المشاعر السلبية وغالباً ما يستخدم المعالجون العلاج السلوكي المعرفي (CBT).
لا تتردي في طلب المساعدة مهما كانت حالتك، وبدلاً من كبت مشاعرك السلبية حاولي فهمها، تقبلها واحتواءها.
كتابة: مي مجر
المصادر: